فشل إدارة أزمة السياحة الإنجليزية بعد تصريحات كاسن وقرار الخطوط البريطانية بشأن شرم الشيخ

 

السفير البريطاني بالقاهرة: أولويتنا أمن المسافرين البريطانيين حول العالم وليس هناك مشكلة في الغردقة ومرسى علم

تأجيل عودة الرحلات البريطانية في الشتاء لإشعار آخر يزيد الأمر تعقيدا.. وغياب لدور وزير السياحة

103 ألف سائح إنجليزي زاروا مصر في 5 شهور بانخفاض 75% عن 2015

 


كتب- أكرم مدحت 

 

بعد أيام قليلة من إعلان الخطوط الجوية البريطانية عن استئناف رحلاتها إلى مدينة شرم الشيخ مع بداية الموسم الشتوي أكتوبر المقبل، والذي كان مرهونا برفع الحكومة البريطانية الحظر عنها، مددت الشركة تعليق رحلاتها إلى لأجل غير مسمى، لتصبح أول شركة طيران بريطانية كبيرة تلغي رحلات موسم السياحة الشتوية الذي اعتمدت عليه مصر لتعويض خسائر ضياع موسم الشتاء الماضي والصيف الجاري.

 

وتزامن هذا البيان مع تصريحات جون كاسن السفير البريطاني بالقاهرة الذي أكد على اهتمام حكومته بأمن المسافرين البريطانيين في مختلف مطارات العالم، وحمايتهم له أولوية، والتي جاءت في كلمته أمس، على هامش توقيع اتفاقية تعاون وتعاقد بين الشركة الوطنية فالكون لأمن المطارات، وشركة ريستراتا البريطانية للاستشارات، لتدريب وتأهيل الأفراد في تأمين المطارات، بحضور وزير الطيران المدني المصري شريف فتحي.

 

وأضاف أن هناك تعاون قوي مع مصر في هذا الشأن، وتفتخر إنجلترا بأن تكون الشريك لمصر لتحقيق أمن المطارات، ولدينا نحو مليون مسافر بريطاني سنويا إلى مصر، لافتا إلى أنه لم يصدر قرار بعد بعودة الرحلات ورفع حظر الطيران إلى مدينة شرم الشيخ.

 

وقال كاسن إن السائحين البريطانيين المسافرين إلى مدينتي مرسى علم والغردقة لا يواجهون أي مشكلة في تأمين المطارات، مشيرا إلى أن العالم حصل على معلومات جديدة بشأن الأحداث الإرهابية وحادث تفجير الطائرة الروسية بشرم الشيخ نهاية أكتوبر الماضي، وسنعمل من خلالها على إعادة تقييم الموقف وتجنب تكراره.

 

وبتحليل الأحداث نستطيع القول أن مصر تخسر واحدا من أبرز وأقوى الأسواق السياحية توافدا إليها، وخاصة للمدن الشاطئية بالبحر الأحر وعلى رأسها شرم الشيخ التي تستحوذ على 50% من حجم الحركة، فهل لوزارة السياحة أي دور في هذا الشأن، وهل نستطيع أن نجذب المزيد من البريطانيين إلى المدن السياحية الأخرى لتعويض التراجع الكبير في الحركة؟.

 

والجدير بالذكر أن هذه القرارات تأتي متعنتة رغم تقرير تقييم المطارات من قبل لجان التفتيش الدولية التي رحبت بها مصر للتأكيد على أمن مطاراتها، خاصة من الوفود الألمانية والبريطانية والروسية، والأخذ في الاعتبار بالملاحظات والتوصيات وإجراء التعديلات اللازمة، حتى أن الحكومة تعاقدت مع شركة "كونترول ريسكس" البريطانية التي تولت تقييم الوضع الأمني في المطارات السياحية، والتي أصبحت جميعها بلا جدوى في ظل تأخر عودة الحركة السياحية واستمرار توقف الطيران إلى شرم الشيخ.

 

ووفقا للإحصائيات السياحية التي ينفرد بها "ترافل يالا نيوز"، إن إجمالي الشهور الخمسة الأولى من العام الجاري 2016، سجل البريطانيون توافد 103 ألف سائح، لتكون في المركز الرابع في قائمة الأسواق السياحية الكبرى في مصر، بانخفاض 75%، عن نفس الفترة من 2015 التي حققت 409 ألف سائح، وقضوا 795 ألف ليلة سياحية والتي تهاون بنسبة 81% عن عام 2015.

 

وحققت مصر توافد 869 ألف سائح بريطاني العام الماضي 2015، بتراجع 4%، وقضوا نحو 9 ملايين ليلة سياحية، مقارنة بعام 2014، الذي شهد 906 ألف سائح.

 

وكانت بريطانيا قد أعلنت في اليوم التالي لحادث الطائرة الروسية 31 أكتوبر الماضي، عن وقف حركة الطيران إلى مدينة شرم الشيخ التي تعد الوجهة الأولى للسائح البريطاني في مصر، وتزامن مع مشاركة مصر في ثاني أكبر بورصة سياحية عالميا وهو معرض WTM في لندن.